القرآن الكريم منذُ أن أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- قبل ما يقاربُ ألف وأربعمئة سنة، والعلماء يكتشفون فيه العجائب والأسرار التي تدلّ على عظمة آياته، وأنّها من لدن عزيزٍ حكيم، فلقد استودع الله سبحانه آيات القرآن الكريم وسورَه كثيراً من الأسرار والعجائب التي ما يزالُ العلماء والمفسّرون يسبرون أغوارَها، وما هو مكتشفٌ منها لا يمثّل إلاّ غيضاً من فيضِ هذا الكتاب العظيم الذي وصف بأنّه لا تنقضي عجائبُه، ولا تفنى غرائبُه، ولا يخلق من كثرة الردّ.
من عجائب القرآن الكريم ولا شكّ بأنّ إعجاز القرآن الكريم له وجوهٌ كثيرة، منها: الإعجاز البيانيّ الّلغوي، ومنها إعجازٌ علميّ، ومن هذه العجائب نذكرُ:
- حديث القرآن الكريم عن خلق الإنسان في بطن أمّه، فقد وصف الله تعالى في كتابه العزيز كيف يمرّ الجنين في بطن أمّه وصفاً علميّاً دقيقاً، فبداية الخلق نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة، ثمّ إنشاء العظام والخلق الكامل، ولا شكّ بأنّ هذا المراحل لم يدركْها الإنسان إلاّ حديثاً عندما تقدّم العلم واخترعت الأدوات الطّبيّة الحديثة.
- حديث القرآن الكريم عن الحقيقة العلميّة التي تؤكّد على أنّ كميّة الأكسجين في الجوّ تقلّ تدريجيّاً كلّما ارتفع الإنسان في السّماء والطّبقات العليا، وهذه الحقيقة أيضًا لم تُكتشف إلاّ حديثاً وعندما أصبح الإنسان قادراً على الطّيران والارتفاع في السّماء، قال تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) [الأنعام، الآية: 125]
- حديث القرآن الكريم عن قصّة فرعون وكيف أهلكه الله -عزّ وجل- بالغرق في اليمّ، فلقد درس أحد العلماء الغربيّين جثّة فرعون ليكتشف آثار الأملاح في جسده، وقد استدلّ على أنّه مات غرقًا، ثمّ تمّ تحنيطها فيما بعد.
- حديث القرآن الكريم عن كيفيّة خلق السّماوات والأرض، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُون) [الأنبياء، الآية: 30]، فلقد أشارت آيات القرآن الكريم على أنّ السّموات والأرض كانتا شيئاً واحداً ودخاناً سديميّاً، وهذا ما تكلّم عليه العلماء حديثاً عندما أشاروا إلى أنّ السّموات والأرض كانت غازاً سديميّاً وغباراً، ثمّ تشكّلت الأجرام والكواكب نتيجة انفجارٍ كونيّ هائل بأمر الله تعالى ومشيئته.
- حديث القرآن الكريم عن الكيفيّة التي يعذّب فيها الكفّار يوم القيامة، حيث يبدّل الله جلودهم في كلّ مرّةٍ تنضج فيها وتتلف، وهذا ما أكّد عليه العلم الحديث حيث يفقد جلد الإنسان إحساسَه حينما تموت خلاياه بالحرق، ولا يشعر بالعذاب إلاّ بتجدّد تلك الخلايا بجلدٍ جديد، لا يقدر على إعادته سوى الله -عزّ وجل-.